علي أبو مريحيل-بكين
أظهرت دراسة صينية حديثة أن أكثر من 75% من الأجانب في الصين ينقسمون بين مدينتي بكين وشنغهاي، حيث إن الأولى العاصمة التي تضم كافة المراكز الإدارية والحيوية، والثانية مدينة تجارية بخصائص غربية، بينما يفضل العرب مدينة ثالثة هي غوانغ جو، الواقعة بمقاطعة غوانغ دونغ (جنوب الصين).
وتعدّ هذه المدينة قِبلة العرب؛ إذ يتواجد فيها نحو خمسين ألفا منهم، بين زائر ومقيم، ويعمل معظمهم في مجال التجارة، ويصطحبون معهم عائلاتهم.
وتعرف بعض الأحياء في المدينة بأسماء عربية لوجود العرب فيها، وتكتسي واجهات المطاعم والمحال التجارية بكتابات عربية، إضافة إلى وجود بعض المدارس العربية الخاصة لتعليم أبناء التجار المقيمين في المدينة.
العاصمة التجارية
ويشير رئيس ملتقى رجال الأعمال العرب في الصين عرفات حراحشة إلى أنه منذ أن اتبعت الصين سياسة الانفتاح في سبعينيات القرن الماضي، كانت غوانغ جو من أوائل المدن التي شهدت انفتاحاً على العالم الخارجي، وبالتحديد الشرق الأوسط.
وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن المدينة تعد من أوائل الثغور البحرية التي دخل منها الإسلام إلى الصين إبان طريق الحرير البحري، وبالتالي كانت الظروف مواتية أمام التجار العرب لإعادة إحياء هذا الطريق وتفعيل التبادلات التجارية.
من جهته، اعتبر حازم السوافيري -وهو تاجر فلسطيني- أن اختيار العرب مدينة غوانغ جو مرتبط باحتياجات السوق العربي الذي يفضل المنتجات الرخيصة ذات الجودة المنخفضة المتوفرة في مصانع المدينة، مقارنة بمدن تجارية أخرى مثل شنغهاي التي تصنّع منتجات عالية الجودة.
وأشار إلى أن معرض كانتون الدولي للصادرات والواردات الصينية، الذي تستضيفه المدينة سنوياً في شهري أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول، أصبح قبلة للتجار والمصانع والشركات من جميع أنحاء العالم، لذلك حرص التجار العرب على أن يكونوا حاضرين دائماً في هذه المدينة للمشاركة الدائمة في المعرض.
من جانبه، قال فراس عمر -وهو تاجر أردني- إن أهم الأسباب التي دفعت الكثير من العرب للإقامة مع عائلاتهم في مدينة غوانغ جو هو طقسها المعتدل الذي يشبه إلى حد كبير طقس حوض البحر المتوسط.
وأوضح فراس في حديثه للجزيرة أن المدينة تضم 42 مطعماً عربياً، بالإضافة إلى ثلاث مدارس عربية، يدرس فيها نحو سبعمئة طالب، إضافة إلى وجود خمسة مساجد، يعد أحدها واحداً من أقدم المساجد في الصين، وهو مسجد أبو وقاص.
احتياجات الجالية
حول احتياجات الجالية العربية الكبيرة في الجنوب، أشار محمد خليفة -وهو تاجر عربي يقيم في الصين منذ نحو عشرين عاما- إلى أن عدد المدارس العربية لا يزال أقل من الحد الذي يمكن أن يستوعب كافة الطلاب العرب، مشيرا إلى أن السلطات الصينية تفرض قيودا مشددة على تأسيس المدارس الخاصة.